تسريب: اجتماع ترامب–بن سلمان تحول إلى مواجهة كلامية حول التطبيع مع إسرائيل
كشفت مصادر أمريكية مطّلعة أن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأسبوع الماضي شهد لحظات توتر واضحة، بعد أن ضغط ترامب بقوة لدفع السعودية نحو الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، في وقت أكد فيه بن سلمان أن الظرف الحالي غير مناسب لأي خطوة تطبيعية مع إسرائيل.
ووفقًا لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية، وصف مسؤولان أمريكيان رفيعال level، إلى جانب مصدر آخر مطّلع على فحوى الاجتماع، المحادثة بأنها “شديدة وصعبة”، رغم الواجهة الودية التي ظهر بها الطرفان أمام الكاميرات.
ترامب كان يطمح لاختراق سياسي بعد حرب غزة
تشير المصادر إلى أن ترامب دخل الاجتماع وهو يأمل تحقيق اختراق كبير نحو اتفاق سلام سعودي–إسرائيلي، خاصة بعد انتهاء حرب غزة، إلا أنه تفاجأ بموقف ولي العهد الذي عبّر بوضوح عن رفضه التطبيع في المرحلة الراهنة.
وقال مسؤول أمريكي مطّلع: “ترامب كان محبطًا ومتوترًا… حاول إقناع بن سلمان بقوة، لكن الأخير كان صارمًا في موقفه.”
السبب: الرأي العام وتأثير حرب غزة
وبحسب المصادر ذاتها، أوضح بن سلمان أن المملكة ترغب مستقبلًا في المضي نحو التطبيع، لكنه لا يستطيع اتخاذ أي خطوة الآن بسبب:
-
الغضب الشعبي الواسع في السعودية تجاه إسرائيل بعد حرب غزة،
-
حساسية الرأي العام،
-
وغياب أي قبول اجتماعي لاتفاق من هذا النوع في الوقت الحالي.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “الحديث كان مهذبًا… لكنه كان صعبًا.”
الشرط السعودي: مسار واضح نحو دولة فلسطينية
ووفق التسريبات، وضع بن سلمان أمام ترامب شرطًا مركزيًا: موافقة إسرائيل على مسار موثوق وغير قابل للعودة ومحدد زمنيًا نحو إقامة دولة فلسطينية.
هذا الشرط كان ولي العهد قد أكده علنًا بعد اللقاء، لكن الحكومة الإسرائيلية تعارض تمامًا أي التزام بمسار يؤدي إلى دولة فلسطينية.
البيت الأبيض: ترامب يعرض رؤيته للشرق الأوسط الجديد
وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إن ترامب عرض أمام بن سلمان رؤيته لـ”شرق أوسط مزدهر” قائم على توسيع اتفاقات أبراهام، مضيفًا:
“بعد انتهاء حرب غزة وتحييد البرنامج النووي الإيراني، يريد الرئيس أن تنضم كل دول المنطقة إلى الاتفاقات من أجل سلام شامل.”
ملف الـ F-35 يزيد التوتر
خلال الجلسة العلنية، أعلن ترامب أنه مستعد لتزويد السعودية بطراز متقدّم من مقاتلات F-35 يماثل النسخة الموجودة لدى إسرائيل — رغم التحفظات الإسرائيلية.
لكن بعد يوم واحد، اتصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأكد له أن هذا غير صحيح.
وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن روبيو طمأن نتنياهو بأن أي صفقة محتملة ستتضمن نسخة “مخفضة القدرات” من الطائرة، وأن واشنطن ملتزمة بعدم المساس بـ التفوق العسكري النوعي لإسرائيل (QME) المنصوص عليه في القانون الأمريكي.
وقال مسؤول أمريكي: “أبلغنا الإسرائيليين أننا ملتزمون بـ QME ولن نمسّه.”





