أعلنت وزارة الصحة، مساء اليوم (الأحد)، مدينة بيتح تكفا منطقة تشهد تفشّيًا رسميًا لمرض الحصبة، وذلك في أعقاب تسجيل حالات إصابة مؤكدة وخشية من استمرار انتشار الفيروس داخل المجتمع.
وجاء الإعلان بعد أن كشف موقع mako صحة في وقت سابق اليوم عن تشخيص إصابة طفلين صغيرين بالحصبة في المدينة، بعد تعرضهما للفيروس. وبيّنت المعطيات أن الطفلين لم يتلقيا التطعيم ضد الحصبة قبل الإصابة، فيما تطورت لدى أحدهما مضاعفات صحية تمثلت في التهاب رئوي استدعى إدخاله إلى المستشفى.
وبحسب وزارة الصحة، تلقّى عشرات الأطفال في بيتح تكفا إشعارات رسمية تفيد بتعرضهم لمصاب مؤكد بالحصبة في أطر تعليمية واجتماعية مختلفة. كما أفادت إحدى العيادات الطبية في المدينة، عقب نشر التقرير، بتشخيص حالة إضافية مصابة بالمرض.
وأكدت الوزارة أنه منذ بداية التفشي في بيتح تكفا تم رصد 12 حالة حصبة مؤكدة، بينها سلاسل عدوى محلية مرتبطة ببعضها وبائيًا. وفي إطار التحقيقات الوبائية، جرى تحديد أشخاص إضافيين، من بينهم أطفال، تعرّضوا للمصابين، وتم عرض علاج وقائي عليهم وفق البروتوكولات الطبية المعتمدة.
وأوضحت وزارة الصحة أن تعريف “مكان التفشي” ينطبق على أي موقع تُسجَّل فيه حالتان أو أكثر مرتبطتان وبائيًا خلال فترة زمنية محددة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لاحتواء المرض ومنع انتشاره. وتشمل هذه الإجراءات تقديم موعد الجرعة الثانية من لقاح الحصبة ابتداءً من عمر سنة ونصف، والتوصية بإعطاء جرعة إضافية للأطفال الرضّع بعمر 6 إلى 11 شهرًا.
وفي أعقاب إعلان التفشي، قررت الوزارة تشديد تعليمات التطعيم، حيث أصبح الرضّع بعمر ستة أشهر حتى 11 شهرًا مؤهلين لتلقي تطعيم مبكر ضد الحصبة، إلى جانب جدول التطعيمات الروتيني. كما طُلب من الأطفال غير المطعّمين أو الذين تلقّوا تطعيمًا جزئيًا استكمال الجرعات اللازمة، وفي حالات التعرّض لدى فئات لا يمكن تطعيمها، يُقدَّم علاج وقائي بواسطة الأجسام المضادة.
ويأتي هذا التطور في ظل تفشٍّ متواصل لمرض الحصبة في البلاد، حيث أفادت وزارة الصحة بأنه منذ بداية التفشي توفي نحو 12 طفلًا نتيجة المرض، كان الغالبية العظمى منهم غير مطعّمين، فيما تلقّى طفل واحد فقط تطعيمًا جزئيًا.
وأكدت وزارة الصحة مجددًا أن الحصبة مرض معدٍ وخطير، لكنه قابل للوقاية بواسطة لقاح فعّال وآمن، مشيرة إلى أن بيتح تكفا تنضم إلى قائمة مدن وسلطات محلية أُعلنت سابقًا كمناطق تفشٍّ، من بينها: القدس، بيت شيمش، بني براك، موديعين عيليت، حريش، نوف هجليل، كريات غات، نتيفوت، المجلس الإقليمي متيه بنيامين، بيتار عيليت، طبريا وصفد.
وفي المقابل، أوضحت الوزارة أن مدنًا شهدت تراجعًا في معدلات الإصابة، مثل حيفا وأشدود، لا تُصنَّف حاليًا كمناطق تفشٍّ للحصبة.





