2025: إسرائيل تسجّل أدنى معدل نمو سكاني منذ قيام الدولة
كشف تقرير جديد لمركز تاوب أن معدل النمو السكاني في إسرائيل تراجع خلال عام 2025 إلى نحو 0.9%، في أول مرة منذ تأسيس الدولة ينخفض فيها المعدل دون 1%، وهو أقل من نصف متوسط النمو السنوي خلال العقد الماضي.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تشهد منذ عام 1948 معدل نمو أقل من 1.5% إلا في مناسبتين فقط، عامي 1981 و1983، ما يجعل بيانات 2025 مؤشراً على تحوّل ديموغرافي حاد. واعتبر مدير البحث ورئيس مجال الديموغرافيا بالمركز، البروفيسور أليكس وينرب، هذه المعطيات “استثنائية وغير مسبوقة”، محذراً من دخول الدولة “مرحلة ديموغرافية لم تعهدها من قبل”.
أسباب التراجع: وفيات وانخفاض الخصوبة وهجرة صافية سلبية
يرجع تراجع النمو السكاني إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
-
ارتفاع عدد الوفيات مع تقدم شرائح واسعة من السكان في العمر لتصل إلى السبعينيات والثمانينيات.
-
انخفاض مستمر في معدلات الخصوبة، رغم بقائها أعلى من معظم الدول الأوروبية.
-
هجرة صافية سلبية متزايدة، إذ شهد عام 2024 خروج نحو 26 ألف شخص أكثر من الوافدين، ويُقدّر أن تصل الفجوة في 2025 إلى نحو 37 ألفاً.
وأظهر التقرير أن معدل الزيادة الطبيعية لدى السكان اليهود و”الآخرين” انخفض من 1.5% إلى 1.2%.
الهجرة: المؤشر الأخطر
تشير البيانات إلى أن الجزء الأكبر من الهجرة يعود لإسرائيليين غير مولودين في البلاد، بينهم نسبة كبيرة من مهاجرين سابقين غير يهود وفق الشريعة، حيث يبلغ معدل هجرتهم نحو ثمانية أضعاف معدل اليهود الإسرائيليين. كما لوحظ تراجع في أعداد العائدين إلى البلاد، وانخفاض متوقع في الهجرة الوافدة ليكون الأدنى منذ عام 2013، باستثناء عام كورونا 2020.
وأظهرت معطيات المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن:
-
العلمانيون يفكرون بالهجرة أكثر بمرتين من التقليديين غير المتدينين، وأربع مرات أكثر من المتدينين، و30 مرة أكثر من الحريديم.
-
الشباب بين 18 و34 عاماً، أصحاب الدخل المرتفع، وحاملو الجنسيات الأجنبية هم الفئات الأكثر ميلاً لمغادرة البلاد.
تحذيرات سياسية واقتصادية
وفي تعليقه، وصف عضو الكنيست غلعاد كريب، رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب، ما يجري بأنه “ليس موجة هجرة بل تسونامي حقيقي”، داعياً الحكومة إلى إعداد خطة شاملة لوقف النزيف الديموغرافي وإعادة الإسرائيليين المقيمين طويلًا في الخارج.
مع تصاعد هدم المنازل في المجتمع العربي، والتحولات الديموغرافية المقلقة، يرسّم عام 2025 صورة داخلية شديدة التعقيد لإسرائيل، حيث تتقاطع السياسات الحكومية مع أزمات اجتماعية وسكانية قد يكون لها تأثير عميق على مستقبل الدولة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.





