ميسر عكر من عكا تتبرع بكليتها لزوجها: أردت أن أنقذ زوجي وعائلتي من الهلاك
ازدادت حدة الفشل الكلوي لدى رفعت عكر (43 عاما) من مدينة عكا واستنفدت جميع العلاجات والمحاولات الطبيّة لعلاجه خلال سنوات العلاج الطويلة. اخبره الأطباء خلال سنوات العلاج انه من المرجح أن يحتاج الى زراعة كلية مع وصوله الى جيل الأربعين. وصلت ساعة الحسم وقررت زوجته ميّسر عكر (33 عاما وأم لثلاثة) ان تجري الفحوصات الطبية من أجل انقاذ حياته ومستقبل العائلة، لكن لسوء الحظ لم تكن هناك ملاءمة طبية لنوع الدم.
“شعور محبط ان يتعذر عليّ انقاذ حياة زوجي وعائلتي عبر التبرع بكلية”، قالت الزوجة ميّسر عكر، وأضافت “استفسرت من الأطباء عن برنامج “التقاطعات” الذي كنت قد قرأت عنه ومن خلاله أستطيع التبرع بكلية لشخص اخر وبالمقابل احصل على كلية مناسبة لزوجي. أجريت مره أخرى الفحوصات المطلوبة وتكللت العملية بالنجاح. اليوم، بعد نحو ستة أشهر من العملية، أعيش أنا وزوجي والعائلة بصحة جيدة ونزاول عملنا كالمعتاد”
وفي حديث مع رفعت عكر وهو صحفي قال : “لم أكن اتخيل ان اجراء مثل هذه العملية بهذه السهولة بفضل تطوّر الطب في البلاد. اريد ان أوجه رسالة لأبناء مجتمعي وكإعلامي: “يجب علينا كوسائل اعلام عربية أن نعمل على المزيد من نشر المعلومات والقصص الإنسانية للمعاناة وللنجاحات في وقف معاناة الاخرين خاصة داخل العائلة. بعد العملية أحسست باني سفيرا لهذه القضية ووجدت نفسي اهاتف واتحدث مع اشخاص اعرفهم وتعرفت عليهم خلال مسار علاجي الطويل وأحثهم على أخذ زمام المبادرة وواجبهم الإنساني في انقاذ ووقف معاناة الام والأب والزوجة والاخ والاخت والابن وكل شخص عزيز. هذا قرار موجود بين أيدينا ويعزّز من الروابط العائلية ويصقلها ويقوي مشاعر الحب والانتماء داخل العائلة والمجتمع”
كما وأضافت ميّسر عكر: ” تقديس الحياة هو واجب انساني واجتماعي واخلاقي وهو جزء من ثقافتا كما يحثنا عليها ديننا الحنيف. توجهت الى الشيوخ للاستفسار حول جواز التبرع بكلية لزوجي، وكان الجواب ان هذا واجب ويعتبر صدقة جارية. على الصعيد الطبي أنا أعيش اليوم بشكل طبيعي وازاول عملي كالمعتاد ولم اتخيل أن استئصال الكلية بسيط. تم تسريحي من المستشفى بعد عدة أيام وعدت الى حياتي الطبيعية بشكل كامل بعد أقل من شهر. رسالتي التي اوصلها الى أبناء مجتمعي وكل انسان له قريب بحاجة الى زراعة كلية ان علينا ان نتكاتف اجتماعيا وأن نضحي من أجل انقاذ حياة احبائنا وتحسين جودة حياتهم والتجربة أسهل مما تتخيلون بفضل تطّور الجهاز الصحي في البلاد”
يفيد المركز الوطني لزراعة الأعضاء ان برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاشخاص الأحياء هو برنامج تابع لوزارة الصحة، وهو الجهة الرسمية الوحيدة التي تركز موضوع التبرعات بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في البلاد وهو مخصص لمرشحين لزراعة ولديهم قريب عائلة مستعد للتبرع لهم لكن لا يمكن تنفيذ التبرع بينهما بسبب عدم الملاءمة الطبية. يتيح البرنامج عمليا التبرع بكلية (رغم غياب الملائمة الطبية) مقابل إيجاد كلية ملائمة طبيا من شخص اخر. الطب تطوّر كثيرا والمخاطر أصبحت نسبتها قليلة جدا وإنقاذ حياة الانسان ووقف معاناته هي قيمة عليا وهي بين أيدينا.