منصور عباس: نقترح تحالف الجبهة والتجمع مقابل الموحدة والتغيير
شهدت مدينة الناصرة مساء أمس حدثًا سياسيًا غير مسبوق منذ سنوات، إذ ظهر قادة أربعة أحزاب عربية على منصة واحدة خلال المؤتمر السنوي للمركز العربي للتخطيط البديل الذي عُقد في فندق رمادا. وشارك في الجلسة الحوارية كل من النواب أيمن عودة، منصور عباس، أحمد الطيبي، وسامي أبو شحادة، حيث عرضوا مواقفهم ورؤيتهم حول مستقبل القائمة المشتركة وتمثيل العرب في الكنيست.
منصور عباس: الهدف إسقاط حكومة نتنياهو وليس فقط رفع نسبة التصويت
وفي مقابلة خاصة عبر راديو الناس، قدّم رئيس القائمة العربية الموحدة د. منصور عباس رؤية أكثر براغماتية، مؤكدًا أن العمل السياسي “لا يُدار بالعواطف”، وأن الهدف المركزي في الانتخابات المقبلة يجب أن يكون إسقاط حكومة نتنياهو وتشكيل بديل سياسي يمكن للأحزاب العربية التأثير في قراراته.
خطاب موجّه للمجتمعين العربي واليهودي
عبّاس شدد على أن أي شراكة سياسية مستقبلية تستوجب خطابًا عقلانيًا مقبولًا لدى المجتمع اليهودي كذلك، معتبرًا أن الحديث عن تغيير حكومي من دون بناء الثقة مع الشارع اليهودي “يبقى مجرّد شعارات بلا نتائج”.
تلميحات إلى تحالفات جديدة: سيناريو القائمتين يعود بقوة
وخلال اللقاء، أشار عباس إلى أنه لا يستبعد تشكيل قائمتين عربيتين باتفاق كامل بين الأطراف، موضحًا أن هناك طرحًا يسمح بتحالف الجبهة والتجمع في قائمة واحدة، مقابل تحالف الموحدة والعربية للتغيير في قائمة ثانية، في خطوة تهدف—بحسبه—إلى ضمان تمثيل قوي ومنع تشتت الأصوات.
ويُنظر إلى هذا السيناريو كحلّ وسط يعالج إخفاقات الحملات الانتخابية السابقة، ويحافظ في الوقت ذاته على التنوّع السياسي داخل المجتمع العربي، مع تشكيل كتلة برلمانية وازنة قادرة على التأثير في هوية الحكومة المقبلة.
عباس: “المعركة ليست بيننا”
ووجّه عباس رسالة تهدئة إلى الشارع العربي والإعلام، داعيًا إلى وقف التوترات الداخلية، ومؤكدًا أن “المعركة الحقيقية ليست بين الأحزاب العربية، بل مع قوى الإقصاء والعنصرية”. كما دعا إلى تعزيز الشراكة العربية – اليهودية لمواجهة التحديات المقبلة.
هل تقترب لحظة الحسم؟
ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت المؤتمر، إلا أن الاتفاق النهائي لم يُحسم بعد. ويبقى السؤال الأهم:
هل تنجح الأحزاب العربية في استثمار هذا التقارب الاستثنائي والعودة إلى وحدة — سواء عبر قائمة واحدة أو قائمتين منسقتين — قبل فوات الأوان؟
