توقعات ببدء موجة إقالة كبيرة خلال الأشهر القريبة بمراكز المبيعات وخدمات الزبائن بسبب الذكاء الاصطناعي

عقدت اللجنة الفرعية للذكاء الاصطناعي برئاسة عضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين، جلسة في الايام الاخيرة، استعرضت من خلالها سيناريوهات حول مستقبل سوق العمل في إسرائيل،

وذلك في أعقاب تداعيات، ابعاد وانعكاسات الذكاء الاصطناعي. وأشار المتحدثون خلال الجلسة إلى أن الأدوات الجديدة من المحتمل أن تبدل الكثير من المهن والوظائف وخاصة في مجال خدمة الزبائن، المبيعات ومهن تكنولوجية أخرى. وعقدت الجلسة تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي يغير سوق العمل، الموديل والسياسات لتحقيق النمو في عصر الذكاء الاصطناعي”.

وقالت عضو الكنيست أوريت فركاش: “من خلال مداولات اليوم يظهر أن تحدي سوق العمل في ظل طفرة الذكاء الاصطناعي هو ليس نظريا. هو حاضر الآن. الكثير من شركات الهايتك تتحدث عن تبديل موظفي برمجة وأصحاب وظائف تكنولوجية من خلال أدوات متقدمة بمجال الذكاء الاصطناعي. أي أنه إلى جانب حقيقة أن الذكاء الاصطناعي يكمل ويحسن عمل المهن الأخرى، بالتأكيد سيتم تبديل موظفين وقوى عاملة. أدعو الحكومة إلى اتخاذ خطوات فورية من أجل التعامل مع التغييرات القادمة، والاستعداد لتداعيات استخدام الذكاء الاصطناعي في كل مجالات العمل وتحضير خطط عمل تغطي كافة الجوانب”.

استعراض معطيات مقلقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل في إسرائيل

وعرض مركز “تاوب – لأبحاث السياسات الاجتماعية في إسرائيل” معطيات مقلقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل في إسرائيل. وبحسب معطيات الدراسة التي نشرت، فإن هناك توجهات مقلقة بما يخص نسبة العاطلين عن العمل ممن تعتبر المهن التي يعملون فيها معرضة لتأثير كبير من قبل الذكاء الاصطناعي ومن خلال ذلك هناك خطر كبير لاحتمال تغيير العامل البشري بتكنولوجيا تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وتظهر النتائج أنه في أوساط العاطلين عن العمل، فإن نسبة العاملين الذين عملوا مؤخرا في مهنة من المحتمل أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتغييرهم فيها هي أعلى من باقي العاملين في مجالات أخرى. وأكثر من ذلك فقد سجل ارتفاع كبير في السنة الأخيرة (2023-2024) بنسبة العاطلين عن العمل الذين تتعرض مهنتهم للذكاء الاصطناعي أكثر، وبنفس الوقت فإن نسبة “الإكمالية” لديهم منخفضة – أي أن وجود العامل البشري ليس ضروريا من أجل القيام بمهامهم.

“موجات الإقالة المهمة من سوق العمل من المتوقع أن تحدث في مجال الدعم وخدمات الزبائن”

وأشار درور غلوبرمان وهو خبير في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى أن الصناعات تعمل على المرحلة الانتقالية للأتمتة في مراكز خدمات الزبائن، وأضاف: “موجات الإقالة المهمة من سوق العمل من المتوقع أن تحدث في مجال الدعم وخدمات الزبائن خلال الأشهر القريبة. الحديث لا يدور حول المستقبل البعيد، التغييرات ستبدأ قريبا، وهذا الأمر سيتوسع أيضا لمجالات أخرى خلال السنوات القريبة”.

“المعطيات الدولية تظهر أن إنجازات العرب في إسرائيل من خلال اختبارات المقارنة هي أقل بكثير من باقي المجموعات السكانية”

وقالت يفعات سيتروئين، مديرة جناح الاستراتيجية في وزارة العمل إن دولة إسرائيل، بما يخص المهارات الرقمية، الوعي القرائي والرياضيات: “للأسف، نحن في حالة ركود أو تراجع. هذا التحدي هو جدي خاصة في أوساط مجموعات سكانية معينة حيث تظهر المعطيات الدولية أن إنجازات العرب في إسرائيل من خلال اختبارات المقارنة هي أقل بكثير من باقي المجموعات السكانية. هذا تحدٍ واضح، ومن المهم الاستعداد له ودراسة الخطوات المطلوبة”.

“هناك مهن تختفي، مثل عاملات الصناديق، السكرتيرات والصرافين..”
وأضافت : “هناك مهن تختفي، مثل عاملات الصناديق، السكرتيرات والصرافين -هذه ليست مجرد تنبؤات نظرية أو دراسات أو استبيانات مثل تلك التي أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي. هذا التراجع يحدث بالفعل في الممارسة العملية، ونحن نشهد الاختفاء التدريجي للمهن الروتينية”.

وقالت إيلاه شاحر من قسم الأبحاث في بنك إسرائيل إنها لا تتفق مع التوقعات المتشائمة، وإنه “على الرغم من أن انتشار الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تغييرات، إلا أنه من غير المتوقع أن يكون الاتجاه آنيا”.